fbpx
منتدي الدكاترة

الدكتور علي عبد الله يكتب: مافيا الدواء .. ومافيا الابتزاز

بُنيت الدعاية الطبية والمروجة للأدوية على أسس مالت مع الزمن ناحية اللا  أخلاقية وهو ما يعرف ب ال dirty business أو المصطلح المتعارف عليه بالتظبيط .. وعقد الصفقات والاتفاقات على كتابة دواء بعينه أو وصفه، أو ترسييته فى مناقصة أو حتى عند سداد ثمنه بواسطة موظف فى مستشفى .. ويتم الإنفاق على ذلك بسخاء بتقديم هدايا أو رشاوى كل حسب أهميته للشركة وقدرة هذه الشركه على العطاء وقد تصل الى سفريات خارج البلاد أو سيارات حتى تصل إلى هدايا أقل وما نحو ذلك وقد يصل ذلك إلى التضليل المتعمد فى نسبة أو قدرة العلاج على الشفاء.

فعلى سبيل المثال عندما تنجح شركه فى تقديم دواء جديد للسوق بنسبة نجاح 2% بينما الدواء السابق عليه 1% وبالتالى يكون الفرق هو شخص واحد من كل مائة مريض .. لكن ترويجه من الشركة على أنه أفضل من سابقه بما نسبته 100 % ، وبلاشك أن تلك الشركات تقع فى الخطأ أحيانًا سواء أكان خطأ شكليًا أو جوهريًا. وقد تبارت بعض المؤسسات أو الأشخاص الذين فهموا  طبيعة سلوك الشركات فى التقاط هذه الأخطاء وبدلًا من تصويبها بالطرق القانونية أو حتى بالتوجيه والنصح، تبدأ تلك المؤسسات بطريقة منهجية فى مساومة وابتزاز تلك الشركات ثم تبدأ المفاوضات .. وقد نرى قضايا ترفع فى المحاكم أو ضغطًا إعلاميًا، ثم ينتهى كل شيء وكأن شيئًا لم يحدث، وكأن كل ما قيل عن حقوق المرضى وأخلاقيات السوق قد تبخر مع حرارة الصيف، وذلك بعد الوصول إلى حد الرضا والاتفاق بين الطرفين.

وفى تبعات القرار الأخير برفع أسعار الدواء، رأينا من يملأ الدنيا صراخًا دفاعًا مستميتًا عن بقاء سعر الدواء على ما هو عليه، رغم قناعته بضرورة تحريك أسعار الدواء لعوامل كثيرة هو يعلمها ويقرها وحاجة الدوله لذلك، والمطالبة بالعدول عن هذا القرار رغم علمه أيضًا بصعوبة ذلك.

ولأن هذا ليس عيبًا عند شركات الأدوية وهى عادة حميدة عندها، فالشركات تسارع فى التفاوض ودفع المطلوب .. فهل تقف الدولة والأجهزة الرقابية عاجزة والمريض ضحيه حائرة بين مافيا الدواء ومافيا الابتزاز.

د. علي عبدالله رئيس مركز البحوث الدوائية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى