fbpx
أهم الأخباراخبار الصحة

د. إيهاب هيكل يكتب: مستقبل مهنة طب الاسنان

هذه ليست دعوة لليأس، وإنما دعوة للتفكير والتغيير والعمل الجماعي الجاد، بعيداً عن الفردية والجزر المنعزلة.

وقبل أن تسترسلوا في القراءة، أنوه أن هذا رأي شخصي واجتهاد، ولا يوجد أي قرارات متوقعة أو معلومات عن قرارات بهذا الشأن.

لو أخذنا مصر كمثال، بها الآن ما يربو علي ٨٠ ألف طبيب أسنان، والطلاب المقيدين في الجامعات الان وسينضمون جميعا لسوق العمل بنهاية الست سنوات القادمة يزيد عددهم علي ٦٩ الف.

فهل سيتنافس كل هؤلاء علي نفس عدد السكان الحالي والذي يزيد بنسبة ١.٨٩ ٪؜ سنويا ؟

هذا بالاضافة إلى أن الغالبية العظمي من السكان لا يترددون على طبيب الاسنان الا عند الشعور بالالم، أي أن الزيارات الوقائية والكمالية مرتبطة بعدد قليل من السكان.

بعيدا عن المحاولات الجارية من النقابة ولجنة قطاع طب الاسنان لتحديد الاعداد المقبلة، ما الحل في الوضع الحالي والمستقبلي؟

لن نقوم بإختراع العجلة من جديد، لذا فلننظر إلى مقدمي الخدمات الاخري وما تم فيها:
١- كنا نتعامل مع البقال والسوبر ماركت الصغير بجوار المنزل ، والان انفاقنا الاكبر في الهايبر مثل كارفور ، ونكتفي بالطلبات الصغيرة والعاجلة من السوبر ماركت الصغير بجوار البيت.

٢- التجمعات الكبيرة للصيدليات تحت اسم كبير يقوم بتوحيد السيستم في عدد كبير من الصيدليات يملكها عدد كبير من الصيادلة، وبرقم موحد للطلبات.

٣- كنا نتعامل مع معمل تحاليل دكتور فلان او علان، والان سلاسل المختبرات الموحدة قضت علي المختبرات الصغيرة.

ما الذي ادي لنجاح هؤلاء؟ هو نفس سر نجاح ماكدونالدز : النظام أو السيستم
ندخل الي اي فرع في العالم نجد نفس السيستم، نفس الشكل، نفس الطعم.

اذا ما ادي لنجاح منتج غير صحي ونعتبره junk food, هو السيستم
بينما أي منتج صحي وجيد ، يفتقد للنجاح اذا افتقد السيستم.

اذاً الحل في التوحد ( conglomerate) في كيانات كبيرة قادرة علي تقديم خدمة طبية جيدة، وقادرة علي المنافسة بقوة. ويكون لها نظام قياسي موحد وتحت قيادة ادارية قادرة علي حسن الادارة باستخدام الاساليب الحديثة التي لا تخالف أدبيات المهنة أو أدبيات الادارة ( dental ethics & business ethics).

وهذا المنطق الخاص بالمعايير القياسية يتماشي مع توجه الدولة التي تسعي لادماج القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي الشامل واعتماد العيادات والمراكز قبل التعاقد معها.

ولنضرب مثالا للمقترح، نفترض إنشاء عشر كيانات كبيرة ( الهايبر ) منشئة بأسهم الاطباء المشاركين ( سواء مشاركة مادية أو بالعيادات القائمة) ، يكون لكل منها عدة مراكز مركزية بها كافة التخصصات وأحدث الاجهزة التشخيصية والعلاجية ومعمل ديجيتال)
ويخدم عليها عدد كبير من العيادات الصغيرة ( السوبر ماركت الصغير ) بنفس الاسم، والتي تعمل بنفس السيستم، ومتناثرة في الأحياء وتقدم كافة الخدمات فيما عدا التي تحتاج أجهزة خاصة أو تخصصات أعلي، وهذه يتم تحويلها الي المراكز السابق ذكرها
مع وجود رقم موحد للحجز ، ويتم توجيه المريض الي أقرب مركز او عيادة لبيته، أو حسب مواعيد الحجز المتاحة.

ولا يشترط ان تكون كل الكيانات بنفس المستوي من التجهيز او الديكورات ، بالعكس يجب ان يكون هناك تنوع في المستوي لخدمة كافة قطاعات المجتمع
ما يهم في كل كيان علي حدة، هو توحيد النظام ومسار العمل process، وتوحيد النظام العلاجي الامثل treatment protocol .

ولإتمام نجاح الفكرة، يشترط الاتي :
١- وضع أنظمة تسعير عادلة وثابتة، ومتدرجة من الممارس العام الي الاستشاري
٢- حملات توعية صحية ممنهجة لزيادة الوعي الصحي للمواطنين
٣- أول مقابلة للمريض تكون مع ممارس عام، يؤدي الخدمات المسموح له بها بناء علي وصف وظيفي محدد، ويقوم بالتحويل للاخصائي كل فيما يخصه.
٤- التحول الرقمي في كافة التعاملات حتي في شراء الخامات, ومهم جدا كفاءة التشغيل efficiency ، بدءاً من حساب التكاليف ، وكفاءة وترشيد استخدام الخامات، وإدارة المخزون. وقد بدأنا نري في السوق بعض الشركات التي نجحت في تقديم معظم هذه الخدمات للاطباء.

مرة أخري، هذه نظرة الي المستقبل، ورأي خاص لا يعبر الا عن صاحبه

د. ايهاب هيكل نقيب أطباء أسنان مصر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى