fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

د. عبدالعال البهنسي يكتب: وداعًا د. أشرف زكي

إنصدمت………
هو ذلك الشعور الذي أعيشه الأن منذ أن دخلت علي الصفحة الشخصية للدكتور أشرف زكي علي مواقع التواصل الإجتماعي كي أهنئه بعيد ميلاده، فإذا بي أنعي وفاته بدلًا من تهنئته بعيد ميلاده ال 55 فلقد توفي في يوم مولده.

فياله من شعور قاسيًا للغاية وكأن بين الحياة والموت شعره، وكأن الموت يعيش بيننا جميعًا، يرانا ولانراه ولا نشعر به إلا إذا إنقض علي عزيزِ أو حبيبِ أو قريبِ.

إن الدكتور أشرف زكي لم يكن طبيبيًا عاديًا، بل كان حالة مصرية إنسانيه طبية أصيلة ربما لا تتكرر إلا مرة في كل زمان، فلقد استطاع هذا الرجل أن يآثر قلوب الآلاف والآلاف من كل من عرفوه عن قرب أو تعاملوا معه، فلقد كان أستاذاَ بارعاَ في شرح مادة الباطنه لطلاب كلية الطب، وأستاذاَ متميزاَ في شرح مادة القلب وفك طلاسم رسم القلب بكل سهولة ويسر، وله مؤلفات وكتب طبيبة لاغني عنها لأي طالب طب في شتي الجامعات المصرية.

إن الدكتور أشرف زكي أدرك أن الحياة قصيره وأقصر مما يتخيل هو أو نتخيل نحن، فعكف علي العمل الدؤوب ينشر العلم هنا وهناك ويساعد كل من لجأ إليه من المرضي

ولقد عرفته عن قرب أستاذاَ متفانياَ في عمله، بارعاَ ومتميزَا في تخصصه الطبي، فناناَ قديراَ في موهبة الرسم، والأهم من كل ذلك فهو قدوة حسنة لمن يبحث عن قدوة في هذا الزمان، فالدكتور أشرف من القلائل في هذا الزمان الذين مازالوا يؤمنون بالقيم والأخلاق والمبادئ، والذين ينشرون الحب والتسامح وصفة العطاء بلا حدود وبلا مقابل، فقد كتب علي غلاف كتابه الشهير للقلب جملة تعكس كل معاني الخير والعطاء وهي( لاتمنع الخير عن أهله مادام في طاقة يدك أن تفعله، الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج ).

إن الدكتور أشرف زكي أدرك أن الحياة قصيره وأقصر مما يتخيل هو أو نتخيل نحن، فعكف علي العمل الدؤوب ينشر العلم هنا وهناك ويساعد كل من لجأ إليه من المرضي، ومن لجأ إليه من الطلبة الذي كان بمثابة الأخ الأكبر لهم، فكان لهم ناصحاَ وراشداَ وموجهاَ ومحفزاَ، ولم يقف الأمر عند المجال الطبي فحسب بل عكف الدكتور أشرف في أواخر أيامه علي شرح تاريخ مصر في شتي العصور المختلفة، في مجموعه حلقات رائعة تتصف بالسهل الممتنع والشيق لكل من يستمع إليها.

رحل الدكتور أشرف زكي عن عالمنا بعد أن ملأ الدنيا علماَ وترك الآثر الطبيب والسيرة المحمودة وأعمال صالحة لا حصر لها، تُثقل من ميزانه يوم القيامه بإذن الله وتكون له شفيعاَ.. رحل طبيب القلب بتوقف بالقلب في يوم مولده حتي يُعطينا درساَ أخيراَ في الحياة حتي عند وفاته يُضاف إلى الدروس الكثيرة التي أعطاها لنا في حياته.

د اشرف زكي ….. ستظل خالدًا في قلوبنا جميعًا، وقلوب كل من أحبوك وعرفوك وتتلمذوا علي يديك، فوداعاَ أيها الأسطورة وأنتم السابقون ونحن اللاحقون بك إن شاء الله.. ورحمة الله عليك وأدخلك الله فسيح جناته بلا حساب بإذن الله.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى