fbpx
أهم الأخباراخبار الصحة

د. محمد مقبل يكتب: “موت يا إما نغيبك” .. اللاخطة لوزارة الصحة لمواجهة الكورونا

تخيل انك كنت مكلفا بإدارة وزارة الصحة في فترة وباء كورونا .. تعلم جيدا انه هناك وقت ستكون هناك ذروة للوباء و المفروض انها معلومة بديهية من بداية الوباء .. تعرف ان عندك عدد محدود من المستشفيات و عدد محدود من الاطباء .. المستشفيات غير مؤهلة و الاطباء غير مدربين للتعامل مع الوباء .. و عندك حالات اخري غير الوباء في مختلف التخصصات الطارئة و الغير طارئة .. تتصرف ازاي ؟

لو فكرنا ببديهية و منطق و بدون اي فذلكة ادارية و ادارة ازمات و (الناس المتعلمين بتوع المدارس) الذين يديرون وزارة الصحة سيكون اولا كان عليك ان تقوم بعمل خطة واضحة لتقسيم المستشفيات الي مستشفيات تتعامل مع الحالات العادية و مستشفيات تتعامل مع الوباء و يتم التحضير لهذا الامر من البداية حتي لا نتفاجأ كما يحدث الان ، كان عندهم شهور طويلة و لم يخطر علي بالهم ذلك، بالنسبة للاطباء ابسط الامور ادربهم من البداية و كان فيه وقت كافي جدا سواء بالنسبة لمكافحة العدوي او للتعامل مع الحالات، طبعا لم يخطر علي بالهم ذلك ..

فجأة انتهي رمضان و جاء العيد و تفاجأوا أن هناك وباء و تزداد حالاته فصدر الامر العلوي من معالي السيدة الوزيرة بأن تعمل معظم مستشفيات وزارة الصحة باستقبال حالات كورونا بجانب الحالات العادية ، صدر هذا القرار في نهاية اخر يوم عمل قبل اجازة العيد (اه و الله !) .. لم يتم تجهيز المستشفيات بمناطق امنة للاطباء و المرضي العاديين و لم يتم تدريب الاطباء و لم يتم توفير الملابس الواقية للاطباء ، لكن طبعا كل الاطباء الاداريين بالتسلسل الوظيفي من وكلاء وزراء و مديري مناطق و مديري مستشفيات لازم يقولوا حاضر يا فندم و كل واحد يلقي القرار لمن هو ادناه مع رسائل خطيرة عبر الواتس بضرورة عمل جداول للاطباء عبيد السخرة للعمل … قام العديد من الاطباء بواجبهم مع الحالات في ظروف عمل قذرة و أصيب منهم من أصيب و زادت اصابات الفريق الطبي و حالات الوفاة منهم …

انتهي العيد و في نهاية ايام العطلة تغير قرار سيادة معالي السيدة الوزيرة ان تستقبل هذه المستشفيات حالات كورونا فقط لانها تفاجأت بعدد الحالات ، و الحالات العادية الاخري ؟!، و تدريب الاطباء و تجهيز المستشفيات و كل اساسيات تقديم الخدمة الصحية و التي يعتقدون انها كماليات، و هنا طلع من التسلسل الوظيفي اياه سيل من رسائل و فويس الواتس التي وصلت للعديد منا و التي لو كنا في عالم موازي يحترم نفسه لتم محاكمة هذه القيادات الادارية بها ، سيل من التهديدات للاطباء بالعمل بأي طريقة و لو بتموت و أي حد يعالج كورنا و سيتم ارسال اسماء الاطباء للامن لو لم ينفذوا الاوامر و كلام لا يمكن ان يصدر من مسئولين بجد ..

و بعد الغضب من هذه الرسائل المهينة يمكنك ان تتأمل اصحابها من الاداريين بوزارة الصحة وكلاء وزارة و مديري مناطق طبية و مديري مستشفيات ، هم لا يعرفون اكثر من ذلك ،منذ عقود و كل عملهم ان يقولوا تمام يا فندم لمن هو اعلي ثم القاء التعليمات علي من هو ادني ثم القيام بالتفتيش و تغييب الاطباء ، هذه هي خطتهم الادارية الوحيدة التي يجيدونها و لا يعرفون كيفية التصرف سواها ..
الان الخطة اصبحت موتوا ايها الاطباء في مواجهة كورونا و الا سنقوم بتغييبكم و ارسال اسماءكم الي الامن و وضع السيخ المحمي في صرصور اودانكم ..
للاسف محدودي التفكير و القدرات و يقودون منظومة الحرب علي وباء بجد ، تصوروا !
د. محمد مقبل
عضو مجلس نقابة أطباء القاهرة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى