fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

د. ماجد فياض يكتب: يسقط اعلام فستان رانيا يوسف

القبض علي الشعراوي في قضية آداب !!

هكذا خرجت  جريدة النبأ بالبونط العريض الأحمر علي صدر صفحاتها في منتصف التسعينات حين كان الشيخ  الشعراوي  الكبير في سنواته الأخيرة وملء السمع والبصر !!

وحين طالعت  متن الخبر  كانت خلاصته  القبض علي المواطن المصري  علي سيد شعراوي من بولاق الدكرور في شبكة منافية للآداب.

يتعجب الناس لماذا يصر  الإعلام مثلا علي إستضافة الدكتور  سعد الهلالي المعروف جدا بشذوذه  الفكري وغرابة  فتاويه وما يزال يستضيف كل من يطعن في الدين وثوابته وأحكامه ؟؟

لماذا يفرد  الإعلام جناحيه في حنان خالص لقضية طحال سمية الخشاب  وبطانة فستان رانيا يوسف ؟؟

ولماذا يفرد  مساحات أطول لما يسميه دائما مسلسل الموت و إهمال الأطباء مما  يحرض دائما علي الإعتداء علي الأطباء والمنشآت  الصحية؟

يتحدث الإعلام  في حلقة كاملة عن خرافة إدعاء بعض المرضي ومرافقيهم  في الصعيد عن  الغسيل الكلوي بمسحوق الغسيل ؟! دون استضافة طبيب واحد في حلقة كاملة  تخطت حدود المعقول والمنطق وخرافة الربط الدائم  بين جريمة  خطف الأطفال ووهم سرقة الأعضاء ؟

أعتقد  أن  الإعلام لا يعادي الدين ولا يعادي الأطباء في الحقيقة بقدر ما يعبد مؤشر  الإشارة الذي يقول له أن هناك ملايين المغفلين يتابعون هذه الترهات  الشاذة .

إذ أنه  رغم فقرك  وعجزك عينه علي محفظتك  عن طريق  الإعلانات التي تأتي من نسب المشاهدات  العالية فيسل لعابه  ويقدمك  بلحمك وشحمك  قربانا لرب الإشارة الذي يوجهه لكل شاذ  وغريب لم يكن قلبه علي تثقيفك، وغذاء عقلك، وإشباع  وعيك .

الإعلام  ينصب المولد و السيرك الشعبي  ونحن  نلعب دور  المواطن الساذج الذي يستجيب لنداء  قرب قرب .. أتفرج علي الراقصة اللولبية  والساحر  والأراجواز !!.

وكم تسألت لماذا  لا يوجد في مصر إعلام طبي صحي متخصص  يعتمد علي المعلومات والحقائق العلمية والطب المستند للبراهين ينقل الواقع دون تهوين أو تهويل ويغرس سلوكيات صحية للأطفال ، ويهدف إلي رفع الوعي المجتمعي ليصب في النهاية لتعديل سلوك الفرد وتغيرة إلي  النمط  الصحيح السليم  الذي يؤدي إلي تحسين نوع الحياة  والحفاظ علي صحة المصريين  خاصة في زمان الأوبئة والكوارث.

أين كان دور  الإعلام المصري  من توعية  الناس  عندما رفضوا دفن موتي الكورونا  ومنهم  والد طبيب في كفر بولين  كفر الدوار _ البحيرة  والدكتورة سونيا عبد العظيم في قرية شبرا البهو فريك _ اجا _ الدقهلية   وتكرار المآسي نفسها في أبو  زعبل وشبرا  الخيمة ومناطق أخرى.

لماذا لا يوجد في مصر  إعلام طبي هدفه إبراز الجهود الرائدة والبحوث والعمليات الجراحية المبتكرة و الحديثة، وتقدير وتكريم الكفاءات المتميزة، وتشجيع المبدعين في شتي المجالات الصحية وتسليط الضوء على التجارب الملهمة، ونقل الخبرات المحلية  والدولية  في كل ربوع الوطن.

الإعلام المصري لا يوفر قاعدة بيانات علمية صحية توعوية صحيحة بالعكس ستجد مادته  مليئة بالأخطاء والخطايا  والكوارث العلمية  وعن تجارب شخصية عديدة  لأنه ببساطة  يستضيف من يقدر علي دفع المال فقط  ويفرض ( تسعيرة)  للظهور في  البرامج  الفضائية  حتي لو كان الطبيب  مستواه العملي متواضع جدا وناجح بمقبول  من كلية طب عين شمس ويقدم إسمه  للمشاهد  مصحوبا بالأستاذ الدكتور.

وسيعرض علي الشاشة بيانات وعناويين وتليفونات  عياداته  الخاصة ليعبث بصحة  المصريين  والعرب الذين يأتون إليه من كل حدب ينسلون لينتهي به الحال إلي السجن .  عم الإعلام شارك في تدمير  حياة  هؤلاء الضحايا  المرضي حين قدمهم  لمثل  هذا الطبيب.

أتقدم بالتحية والتقدير للسادة  الإعلاميين  الشرفاء الذين يحملون هم الوطن وهمومه ويبحثون عن الحلول ويمارسون دورهم الرائع في التوعية والتثقيف ،  وحتي تتدخل وتتحيز الدولة لشعبها  بوضوح وتفرض رويئتها وأجندتها الإعلامية الصحية ،  أطالب الشعب المصري العظيم   بمقاطعة   الإعلام التافه  بكل ألوانه وأشكاله ، إعلام الجرائد الصفراء  وكسر أصنام  الإشارات ، حينها فقط   سيسقط إعلام غسيل الكلي  بمسحوق الغسيل وطحال سمية الخشاب  وبطانة فستان رانيا  تماما كما سقطت جريدة  النبأ  .

د. ماجد فياض

استشارى مسالك بولية بالمستشفى السعودى الألماني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى