fbpx
أهم الأخبارالعيادة

الموت في وجبة  ” ما كدونالدز “

تقول الدكتورة ” آمال صبري” استشاري طب الأطفال والتغذية العلاجية،  ما أصاب حياتنا من إيقاع سريع تسلل إلى كل تفاصيلها، فغير من عاداتنا ونمط معيشتنا، فأصبح التفكك الأسري هو الطابع العام لمعظم الأسر والذي من مظاهره عدم إجتماع أفراد الأسرة على مائدة الطعام، وساهم في ذلك إنتشار مطاعم الوجبات السريعة وتفشي ظاهرة إدمانها.

وبناءً على دراسات وأبحاث قام بها خبراء لمصانع الأغذية، فوضعوا معايير دقيقة للكميات والنكهات والإضافات التي تداعب حليمات التذوق، ترتبط بالشعور بالإعجاب والرغبة في تناول المزيد لهذه الوجباتٍ ، فضلا عن البرمجة المبكرة من قبل الأسرة لأطفالها، حيث أن الأطعمة التي نتناولها في الصغر تشكل ذاكرة غذائية أساسية لنا في الكبر، فإذا كانت هذه الأطعمة منها رقائق البطاطس والسكاكر الملونة والوجبات السريعة فإن ذلك يجعل أجسامنا أكثر ميلاً لتناول هذه الأطعمة، فضلاً عن صحبة الأصدقاء وكسر الروتين.

وقد عرضت قناة “الشوتايم” فيلماً اسمه “سوبر سايز مي” لشابٍ أمريكي قام بتجربةٍ خصص “ماكدونالدز” بها ليبين أثر تناوله وجباتها السريعة على نفسه خلال 30 يوم، فأجرى تحاليل شاملة 13 أشرف عليها مجموعة من الأطباء قد أخبرهم بالتجربة التي ينوي القيام بها قبل البدء فيها وكانت سليمة، وإذا به يشعر في الأيام الأولى من تجربته بالكسل والخمول والإكتئاب مع إحساس بالجوع زاد من رغبته في تناول المزيد من تلك الوجبات، فذهب ليعيد التحاليل قبل إكتمال التجربة، فصدم الأطباء من النتائج، فقد تدهور الكبد جداً وترسبت عليه أملاح وارتفعت نسبة الدهون جداً كما وجدوا مادة تسبب الذبحة الصدرية مترسبة بشكل كبير وإرتفاع لمستوى السكر بالدم بدرجات خيالية، صعق الشاب وأمروه الأطباء بوقف التجربة على الفور، وهذا ملخص سريع لبعض أضرار تناول الوجبات السريعة التي تلعب دوراً أساسياً في أمراض هذا العصر لكثرة إستهلاك الدهون المشبعة والسكريات والبروتين والأملاح من خلالها ونقص الألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن المفيدة وما تحويه من مواد حافظة، فيؤدي كل هذا إلى تراكم الدهون والسكريات في الجسم ثم زيادة الوزن والبدانة والإصابة المبكرة بمرض السكر وأمراض القلب وتصلب الشرايين ومشاكل بالكلى والإمساك وعصر الهضم والإصابة بقرح المعدة “بسبب التوابل الحارة المستخدمة ” والإكتئاب والتوتر و السرطان خصوصاً سرطان القولون والثدي والبروستاتا، فضلاً عن التلوث الذي يؤدي إلى النزلات المعوية والتسمم.

وبما أن الإمتناع التام عن تناولها غير واقعي، فللتقليل من مخاطرها لابد أن يكون هناك فترات متباعدة بين تناولها مع إستبدال المقلي بالمشوي وتجنب المايونيز وإستبدال المياه الغازية بالعصائر الطبيعية الغير محلاة وتناول الخضروات المغسولة جيداً معها.

الدكتورة آمال صبري
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى