fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

دكتور محمد قدوس يكتب: صورة الطبيب فى ذهن ابنتى

 

كيف اقنع ابنتي بعد كل هذا أن الطبيب الذي يسمع صوت الآلام بإنتباه واهتمام، قد تم تصويره في الإعلام  خدام لقمة عيشه وعبد مستلزمات وحوت أدوية وتاجر أعضاء بشرية وجزار في ملابس ملاك بجناحين ..

كانت ابنتي وهي في العام الثاني الابتدائي  تسألني وملامحها فخورة بانتماءها لأسرة كاملة من الأطباء وهي  تقرأ عليا درسها عن” الطبيب ”  ثم باغتتني: ليه يا بابا كل مانشوفك رايح أو جاي من الشغل مفيش أي ابتسام زي ما بيقول الlesson؟”..عقدت حاجبي ّ ثم ضحكت وعانقتها دون ان أُجهد عقلها” الكيوت” بتفاصيل ستهدم أكثر ما تبني، حاضر  هابتسم و هاعمل بنصيحة الدرس الجميل..أنا آسف للبشرية ..

كيف أقنع ابنتي ذات الثمان سنوات بأن هذه المهنة السامية لم تعد بهذا الكمال والجمال وأن هذه الصورة التي تقترب من صورة الملائكة لا تختلف عن فانتازيا “إيلسا “و”اونا “أحباءها في الخيال وان عدم ابتسامي دليل على معاناة ومسؤولية وخوف وعدم تقدير …

صورة من درس الطبيب الذى يتم تدريسه

كيف اشرح لها أن الطبيب إذا وصف الدواء للمرضى من خارج المستشفى لأنه غير متوفر بالداخل ودعا لهم بالشفاء كما يقول الدرس يتم نقله ومجازاته وإذا هب لنجدة مريض من الممكن جدًا أن يتم غلق مكان عمله وأن وجود ال i.d على الصدر أهم من توفير مستلزمات تنقذ حياة بالنسبة للمسؤولين..؟

كيف يُشرَح لها الوضع “المهبب” وهي تسمع كل مايسرها عن السماعة والمشرط وتعتاد عيناها على رؤية الإبرة والبالطو اعتيادا روتينيا وتقرأ بكل حب عن الطبيب الجميل راسمة في خيالها اعذب الكلمات…!

يقول “اينشتاين”: ‏قليلون هم من يرون بأعينهم ويشعرون بقلوبهم ..

و يقول الدرس:

غدًا أكون طبيب ومن الناس قريب..

يارب تكون أيامك أحلى ويكون فيه حب واحترام و بدل عدوى وصورة أقرب للدرس اللطيف منها للواقع القاسي ..

Mohamed Kudous

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى