fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

د. آمال صبري تكتب .. في بيتنا سموم

لو كنت مسؤلةً في التربية و التعليم لأضفت علماً يدرس عملياً من شأنه إنقاذ حياة إنسان، ألا و هو الإسعافات الأولية .. فكثيراً ما يتعرض أناسٌ إلي أشياءٍ تفقدهم حياتهم إذا لم يستطع المحيطين بهم إسعافهم خلال دقائق وخاصةً إذا كانوا أطفالاً.

وهنا نستعرض سوياً بعض المواقف المتكررة التي يمكن أن يتعرض لها أطفالنا وكيفية التصرف فيها.

ماذا إذا بلع الطفل أحد السموم الموجودة في منازلنا على غفلة من الأم بأن تترك غطاء عبوته مفتوحاً وفي متناول أيدي الطفل أو بسبب تهاون منها بأن تضع بعض السموم في عبوات يسهل فتحها ويسهل وصول الطفل إليها وخاصة إذا كانت هذه العبوات جاذبة للطفل بألوانها أو أن تكون زجاجات فارغة لمياه غازية.

ومن هذه السموم، المنظفات الكيميائية، المبيدات الحشرية، ملمعات المفروشات والدهانات والتنر, مزيلات البقع ومزيلات طلاء الأظافر، غسولات الفم الطبية، هذا غير الأدوية والفيتامينات.

ولنبدأ بسرد العلامات الهامة التي من خلالها تفكر الأم في احتمالية بلع طفلها لأحد هذه المواد السامة، كأن تشاهد بجواره إحدى عبوات تلك المواد فارغة وتتأكد بوجود بقع للمادة على ملابسه أو وجود تلوين حول فمه أو حروق بداخله.

وهناك أعراض تأكد لها شكها، كسيلان لعاب الطفل بغزارة وتغير رائحة نفسه أو وجود ألم حاد في البطن أو قيء وغثيان دون ارتفاع درجة الحرارة، وأحياناً هياج وقلق بشكل مفاجئ أو حدوث تشنجات أو تغير في وعي الطفل دون ارتفاع الحرارة أو صعوبة في التنفس.

وعلى الأم حينها أن تقوم بنزع ما أمكن من المادة السامة من فمه وتحافظ على أي بقايا لها وعبوتها الفارغة وأن تحتفظ بقيء الطفل إذا وجد لعرضهم على الطبيب في مركز السموم حتى يتيسر تحليلها وبناءً عليه إعطاء المصاب مضاد هذا السم، وتتصل بمركز السموم لتلقي التعليمات اللازمة لحين وصولها إليه أو وصول الإسعاف.

وهنا يأتي دور الإسعافات الأولية التي يجهلها الكثير والتي تهدف إلى تخفيف المادة السامة بأقصى سرعة ممكنة وطلب المساعدة الطبية والمحافظة على سلامة التنفس والدورة الدموية لدى المصاب لحين وصول الإسعاف.

وسوف نتناول في هذه المقالة المواد المطهرة والمنظفات المنزلية.

فإذا كان ما شربه الطفل أحد المنظفات المنزلية مثل الكلور، الفلاش أو البوتاس وهنا تكون الأعراض حروق على الفم وآلام شديدة بالبلعوم والصدر نتيجة احتراق المرئ .. فإذا كان الطفل واعيا ويتنفس بصورة طبيعية فلابد من إعطائه لبن بارد وبياض بيضة، وإذا كان يتألم يعطى مسكن قوي.

ويمنع إعطائه أحماض مثل الخل وعصير الليمون في حالات التسمم بالقلويات مثل الفلاش، ومن الخطورة محاولة إجبار الطفل على التقيؤ لما ينتج عنه من حدوث حروق في المرئ والمعدة, وكذلك يمنع غسيل المعدة.

أما إذا كان الطفل فاقدا للوعي يجب فحص تنفسه وعمل الإنعاش القلبي الرئوي إذا لزم الأمر وسوف نتعرض له فيما بعد.

أما المواد المطهرة والمعقمة مثل الفينيك, الديتول أو الفورمالين والتي ثبت أن كثرة التعرض لها باللمس أو الإستنشاق قد يؤدي إلى التسمم, لذا يجب الحرص على تهوية المكان جيدا عند استخدامها.

وإذا بلعها الطفل يفضل إعطائه شراب مقئ “عرق الذهب” بناءً على ارشادات الطبيب إذا كان الطفل واعيا.

وفي حالة تلوث جلده يغسل بماء وفير ثم كحول 10% والأفضل بزيت الزيتون أو الخروع ونقله فوراً إلى المشفى.

ودائماً نؤكد على أن الوقاية خير من العلاج، فبإمكاننا تجنب كل هذه الحوادث التي قد تودي بحياة أطفالنا بوضع الأدوية والمواد السامة في عبوات محكمة الإغلاق و بعيدة عن متناول أيديهم، والتخلص من الأدوية غير اللازمة فوراً بتفريغها في البالوعات وعدم وضع وضع السوائل الخطيرة في غير عبواتها المخصصة وعدم وضعها في أواني وزجاجات الطعام الفارغة.

ونسأل الله السلامة والعافية لنا ولأطفالنا جميعاً.

د. امال صبري

استشارى التغذية العلاجية وطب الأطفال

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى