fbpx
أهم الأخبارابحاث و دراسات

دراسة: الدليل على الإنجاب مدوّن على عظام المرأة مدى الحياة

يرى خبراء أن الهيكل العظمي ليس عضواً ذا تركيبة جامدة بل تطرأ عليه تحولات عدة نتيجة أحداث الحياة، حيث يمر جسم الأنثى بتحولات عدة خلال فترة الحمل، من بينها تغيرات في مستويات الهرمونات والمزاج واكتساب الكيلوغرامات الزائدة، وآلام أسفل الظهر والحوض وغيرها، بيد أن هذه كلها ربما تنتهي مع الولادة، وبعد مرور أشهر أو بضع سنوات على قدوم المولود الجديد، ولكن يبدو أن نمو الجنين داخل أحشاء الأم يقود إلى تغيرات دائمة تطرأ على تركيبة العظام لديها.

 

اقرأ أيضا:

يونيليفر تسحب مليون عبوة شامبو بسبب تلوثها بالبنزين المسبب للسرطان

قفزة كبيرة في أسعار بعض أدوية العظام والمفاصل: تصل 40 جنيها

 

اكتشف فريق من علماء الأنثروبولوجيا في دراسة صدرت نتائجها حديثاً وتحدثت عنها وكالة “ساوث ويست نيوز سيرفيس”، ونقلتها “اندبندنت عربية”، أن إناث الرئيسيات “رتبة من طائفة الثدييات ينتمي إليها الإنسان”، التي أنجبت أولاداً لديها مستويات أقل من الكالسيوم والفوسفور مقارنة مع الإناث التي لم تضع أي مولود، كما أن عظام تلك الإناث سجلت أيضاً انخفاضاً كبيراً في مستوى المغنيسيوم نتيجة الرضاعة الطبيعية.

وأضافت الدراسة: “لكن في حين تتحدث دراسات أخرى عن أن خسارة الكالسيوم والفوسفور من شأنها أن تتسبب بضعف العظام أو هشاشتها، لا تنظر النتائج الجديدة من جانبها في الآثار الصحية المترتبة على تراجع مستوى المعدنين المذكورين في الجسم، في المقابل، يهتم البحث في تسليط الضوء على مدى ديناميكية العظام وتغيرها وتطورها مع أحداث الحياة.

وقالت الدكتورة شارا بيلي، عالمة في الأنثروبولوجيا في جامعة نيويورك، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، إن أي عظمة ليست جزءاً ثابتاً وميتاً من الهيكل العظمي، بل تتكيف باستمرار وتستجيب للعمليات الفسيولوجية التي يمر بها الجسم.

 

جينات الوالدين تتصارع على تغذية الجنين في الرحم

كما أنه معلوم أنه منذ فترة طويلة، بينت بحوث عدة أن انقطاع الطمث، أو “سن اليأس” كما يسميه البعض، يترك تغيرات واضحة على عظام النساء، ولكن في المقابل لم ينهض الباحثون بدراسات كافية حول التأثير المحتمل الذي تطرحه الولادة على الهيكل العظمي لدى المرأة.

ودرس الباحثون معدل نمو العظم الرقائقي في فخذ كل من الرئيسيات من الذكور والإناث، والعظم الرقائقي نوع رئيس من العظام في الهيكل العظمي للبالغين، ويعتبر مثالياً للاستفادة منه في هذا النوع من الفحص، ذلك أنه يتطور بمرور الوقت ويترك علامات بيولوجية لهذه التغيرات التي يمر بها.

من جانبها قالت الدكتورة باولا سيريتو، طالبة في مرحلة الدكتوراه في قسم الأنثروبولوجيا وكلية طب الأسنان في “جامعة نيويورك”، ورئيسة البحث، إن نتائجنا تقدم دليلاً إضافياً على التأثير العميق الذي يخلفه التكاثر في الكائن الأنثوي، ما يدل على أن الهيكل العظمي ليس عضواً ذا تركيبة ثابتة لا تتغير، بل إنه عضو ديناميكي تترك فيه أحداث الحياة تحولات عدة.

واستخدم الباحثون مجهراً إلكترونياً وتحليل الأشعة السينية المشتتة للطاقة بغرض فحص التركيب الكيماوي الذي تحمله عينات مأخوذة من أنسجة العظام، وسمحت هذه الطريقة للعلماء بتحديد التغيرات في مستويات الكالسيوم والفوسفور والأوكسجين والمغنيسيوم والصوديوم بعد الحمل والولادة.

وعاشت الرئيسيات التي درسها العلماء في محطة سابانا سيكا الميدانية في بورتوريكو، وتوفيت لأسباب طبيعية.

وفق الدكتورة سيريتو يكشف البحث، الذي نشر في المجلة العلمية “بلوس وان” PLOS ONE، أنه حتى قبل توقف الخصوبة، يستجيب الهيكل العظمي ديناميكياً للتغيرات في الحالة الإنجابية.

“علاوة على ذلك، تؤكد هذه النتائج التأثير الكبير للولادة في الكائن الأنثوي بحد ذاته- ببساطة شديدة، الدليل على الإنجاب “مدوّن على العظام “مدى الحياة”، كما جاء في كلمات الدكتورة سيريتو. فالولادة تحفر أثرها في عظام من تهب الحياة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى