fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

الدكتور عبد العال البهنسي يكتب: صحة المصريين الي أين؟

مازال المريض المصري يعاني من سوء الخدمات الطبية المقدمه له بمستشفيات الدولة التي تعاني من إنهيار شبه تام منذ ربع قرن بالرغم من محاولات الإصلاح السريع وإصلاح ما يمكن إصلاحه وبالغرم من  فكر التطوير وإنهاء المشروعات المتعثرة الذي يسيطر علي فكر وعقل   آخر 3 وزراء تولوا مسئولية وزارة صحة المصريين خلال الخمس سنوات الماضية وكانت البداية من الإستاذه الدكتورة مها الرباط  وزيرة الصحة  فقد أسست ورسخت فكر إنهاء كل المشاريع المتعثرة وإدخالها الخدمة ومضي من بعدها علي نفس النهج ولكن فوجئنا بعد ذلك  بمشكلة تشغيل المستشفيات

ولكن المبادرات الفرديه لاتكفي للإصلاح وإنه لمن الظلم أن يتحمل شخص واحد مسئولية صحة المصريين متمثلا في وزير الصحة  فحتي الآن لايوجد توجه واضح للدولة المصريه ماذا تريد من وزارة الصحة ؟ وكيف تري صحة المصريين ؟ وما هي الخطة الإستراتيجيه للدولة نحو الصحة ؟ والنتيجه النهائية الالاف الطوابير من المرضي الذين لا حول لهم ولا قوة في إنتظار إما العلاج أو في قائمة إنتظار طويله  في العمليات المختلفة فنجد بعض التخصصات مازالت غير مغطاه جغرافياً علي مستوي الجمهوريه مثل القسطرة القلبية والقسطرة المخيه وجراحة القلب والصدر وجراحات المخ والاعصاب والصحة النفسية مما يسب الضغط الغير عادي علي بعض المستشفيات التي تقدم هذه الخدمة ناهيك عن الجنون الغير عادي في سعر الدولار الذي أثر تأثيراً سلبياً غير عادياً في أسعار المستلزمات والأدوية المستوردة  ونجد في النهاية سلسلة كبيرة من المعاناة للمصريين داخل المستشفيات مما دفع القطاع الخاص الي الإنتعاش فإعتمد المصريين جبرياً علي الحصول علي الخدمة الطبية من المستشفيات الخاصة مما يمثل عبئاً كبيراً علي حياتهم اليوميه

وتري اليوم توسع الدولة في إنشاء مراكز ومعاهد الأورام سواء الحكوميه أو الأهليه بالاضافه الي التوسع في جمع التبرعات من اجل علاج المرضي والتفنن والتنافس بين المؤسسات الصحية  الحكومية والاهلية في جمع اكبر مبلغ ممكن ويقدر طبعا بالملايين  مما يمثل إنذاراً خطيراً  قد لا ننتبه له الان وهو أن السرطان هو مرض الدولة الرئيسي الذي يجب أن نكافحه في هذه المرحلة  الحاليه والقادمة  ونتكاتف جميعا حكومةً وشعباً من اجل هذا المرض اللعين

وروشتة إصلاح القطاع الصحي ورفع المعاناه عن المصريين  ليست صعبه او مستحيله فالصعب في الأمر هي سياسه الدولة هل نبدأ الاصلاح الجذري الان ام لا ؟  وبأي خطة زمنية ؟ وكم التكلفة المادية ؟ واي وزير سيحصل علي الدعم المطلق من اجل تنفيذ السياسيات الصحية للدولة والبدء فعلا في تنفيذ حلم المصريين وهو التأمين الصحي الشامل ؟

والافكار والرؤي  العلمية والعملية كثيرة والتي تقدم حلول واقعيه لمشكلات النظام الصحي المتراكمة والمتزايدة منذ سنوات ولكني اتسأل اي وزير اليوم لديه القدرة أن يتقبل الافكار والإصلاح من خارج عبائته  ؟ !!! فقد جري العرف ان الوزير يعرف اكثر واكثر واذكر من بين الافكار والمبادرات المبادرة المصرية الوطنيه لاصلاح القطاع الصحي والتي تم تدشينها عام 2015 وتقدم بعض الحلول القابله للتنفيذ بخطة زمنيه وبتمويل محدود وآليات ينعكس اثرها علي شكل وجودة الخدمة الطبية مثل فكر إنشاء 5 مدن طبية علي مستوي الجمهورية  تقدم من خلالها حلول جذرية لمعظم مشكلات القطاع الصحي العلاجي والتدريبي ,ومبادرة صحتك بالدنيا التي تستهدف تمويل مشروع التأمين الصحي  ب 150 مليار جنيه علي 5 سنوات والمشروع القومي للتدريب والمشروع القومي لصيانه الاجهزة الطبية وتدريب عدد 500 طبيب خارج مصر علي جراحة المخ والاعصاب وجراحة القلب والصدر وسد العجز بهم علي مستوي الجمهورية واصدار قوانين مهمة لايمكن ان يستقيم ميزان الصحة بمصر بدونها مثل المجلس الاعلي للصحة وتفعيله وقانون كادر المهن الطبية واضافه بدل العدوي وقانون مهنة التمريض الذي يستهدف اي تطوير هذه المهنة المهمه جدا لضمان خريج علي اعلي مستوي مهني وعلمي

بالاضافه الي تفعيل طب الأسرة فعلياً بمراكز ووحدات طب الاسرة والعمل علي جذب الأطباء لهذا التخصص الهام جداً والذي من شأنه تخفيف العبئ الواقع علي المستشفيات وتقديم الخدمة الطبية العلاجيه والوقائيه بقري ونجوع وحضر مصر فلن نستطيع ن نبدأ منظومة التأمين الصحي الشامل بدون تفعيل حقيقي لمراكز طب الاسرة وتدريب الفرق الطبيه العامله بها علي المنظومة الجديدة وتفعيل منظومة الإحالة بشكل صحيح

ويأتي وزير تلو الآخر وكلُ له توجهه وكلُ له فريق عمله  وكلُ له سياساته  فمنهم من يأتي ويخرج كالطيف ولا تشعر به ومنهم من يأتي ويغرز نبته صالحة طيبه تنتج ثماراَ يعم بالخير علي المنظومة الصحية بأكملها في المستقبل وتظل ذكراه محفورة في عقول وقلوب الفريق الطبي , ومنهم من يأتي ليخلق الأزمات الطاحنة ويكسب العداوات ويعزل نفسه عن الواقع ويخلق لنفسه واقع يعيش فيه فترة وزارته وفي النهايه الضحية هو المواطن المصري البسيط الذي مازال يعاني من أجل الحصول علي خدمة طبية آمنة وبكرامة ويسر

وبالتزامن مع تكليف وزير جديد للصحة من ابناء وزارة الصحة والتي من المرات النادرة التي تحدث وربما لاتحدث مرة أخري في المستقبل ,أتمني من كل قلبي كمواطن و شاب مصري يعشق تراب هذا البلد ويتمني  له الخير دائما أن تسطيع وزارة الصحة في المرحلة القادمة ان تقدم بالفعل مايفيد المنظومة الصحية ككل  فمازالت صحة المصريين في خطر فمن لها اليوم  ؟ !!!!

 

د/عبدالعال محمد البهنسي

مؤسس المبادرة المصرية  الوطنيه لاصلاح القطاع الصحي

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى