د. علي عبد الله يكتب: الصيدلة فى مصر والعودة لزمن الطرابيش
فى ظل تسارع علمى عالمى واقليمى، أدى إلى تغيرات فى الدور التقليدى لصيدلى المجتمع من خلال عملة فى صيدليته، فلم يعد دوره قاصرًا على تركيب وتحضير الدواء وصرفه كما عرفه المجتمع بشكل تقليدى، وإنما تطور هذا الدور خاصة ما فرضته أزمة كرونا العالمية.
هذا بالتزامن مع ما يقوم به فى تخصصات أخرى من الصيدلة، سواء فى البحث العلمى عن أدوية جديدة، أو تطوير ما هو موجود، والدور الرقابى والتحليل الكيمائى أو الطبى، أو الطب الشرعى للكشف عن الجريمة، أو ما استحدث من تخصصات مثل التغذية العلاحية والصيدلة السريرية فى المستشفيات، من وضع بروتوكولات العلاج لكل مريض على حدة فى أقسام الأطفال وكبار السن والأورام والكلى والقلب وزرع الأعضاء والتلقيح الصناعى وجراحة اليوم الواحد، وتسكين الآلام والأمراص النفسية.
وقياس الضغط والسكر والوزن والذى لم يعد رفاهية، بل من أهم ما يجب متابعتهم وتقديم المشورة العلاجية
كذلك الصيدلى المتخصص فى المستحضرات التجميلية والأجهزة الطبية والكواشف، وكذلك الدور الى لعبته وتلعبه الصيدليات العامة من تشخيص مرضى كوفيد باستخدام عمل مسحات، أو الوقاية من خلال التطعيمات، أو كتابة الروشتة لأنواع معينة لعلاج كوفيد وصرفها، وتحمل التأمين الصحى لقيمة ذلك، ولأجر الصيدلى ومتابعة المرضى.
اقرأ أيضًا: قبل الالتحاق بكلية الصيدلة.. 5 معلومات يجب أن تعرفها
وقياس الضغط والسكر والوزن والذى لم يعد رفاهية، بل من أهم ما يجب متابعتهم وتقديم المشورة العلاجية، وكذلك كما يحدث فى مصر من دوره فى المشورة لتنظيم الأسرة والتعريف بوسائل منع الحمل والاستخدام الأمثل لها، مما رفع حملًا ثقيلًا وأعباءًا عن كاهل المنظومه الصحية وتفرغها لما هو أثقل.
والغريب فى الأمر، وفى الوقت الذى تستعين فية الدولة المصرية بالصيادلة فى القطاع الحكومى فى تغطية أزمة كورونا، وفى أقسام مستشفياتها، وفى بنوك الدم ومراكز السموم، تعترض على ذات الدور فى الصيدليات العامة، وفى الوقت الذى نوصى بوجود أجهزة لقياس الصغط والسكر فى المنازل، يتم الاعتراض على وجودهم فى الصيدليات، وفى الوقت الذى تنبنى دراسة الصيدلى على علم الدواء منذ النطفة إلى العلقة إلى الممات، مازال البعض يتساءل عن جهل تارة وعن تضليل تارة أخرى عن مهام الصيدلى الدوائية.
وفى ظل التسارع العلمى العالمى والاقليمى تتعرض مهنة الصيدلة بسبب الصراع والتصارع المحلى المصرى، وبسبب عنصرية مهنية عند البعض، ومن أجل المصالح الفئوية الضيقة، يريد البعض أن يتوقف الصيدلى عن العطاء والصيدلة عن التقدم والتطور، بل والعوده إلى زمن الطرابيش.
د. على عبد الله
صيدلى ومدير المركز المصرى للدراسات الدوائية