بدأ آلاف الأطباء في بريطانيا، الخميس، إضرابا لمدة خمسة أيام في تصعيد غير مسبوق، للمطالبة بزيادة في الأجور في ظل أزمة غلاء المعيشة، حيث أعلن الأطباء المبتدئون" إضرابًا جديدًا بدأ أمس الخميس، ويستمر حتي الثلاثاء المقبل.
أهم الأخباراخبار الصحةتقارير وحوارات

إضراب أطباء بريطانيا بسبب الرواتب: تعادل 200 ألف جنيه مصرى شهريًا

بدأ آلاف الأطباء في بريطانيا، الخميس، إضرابا لمدة خمسة أيام في تصعيد غير مسبوق، للمطالبة بزيادة في الأجور في ظل أزمة غلاء المعيشة، حيث أعلن الأطباء المبتدئون” إضرابًا جديدًا بدأ أمس الخميس، ويستمر حتي الثلاثاء المقبل.

ويأتي الإضراب وسط مطالب للأطباء المبتدئين بزيادة الأجور بنسبة 35% بعد سنوات من عدم تلقي أي زيادات، بالإضافة إلى التضخم الذي أدى إلى تراجع القدرة الشرائية لرواتب هؤلاء إلى 26% إذا ما تم مقارنتها بالعشر سنوات الماضية.

ويمثل “الأطباء المبتدئون” في بريطانيا نحو نصف أطباء المستشفيات، بدءًا من الأطباء الشباب الذين تخرجوا للتو من الجامعة إلى الممارسين الذين لديهم أكثر من ثماني سنوات خبرة، وقد ضاعفوا إضراباتهم في الأشهر الأخيرة مما أدى إلى تأجيل عدد كبير من المواعيد غير العاجلة.

وتشهد “خدمات الصحة الوطنية” التي يتمسك بها البريطانيون، أزمة عميقة بعدما أضعفتها سياسات تقشف لسنوات، وأدت جائحة فيروس كورونا إلى تفاقم الوضع مع تشكل لوائح انتظار ضخمة في الكثير من التخصصات.

وقال المسؤولان في “الجمعية الطبية البريطانية” روبرت لورنسن وفيفيك تريفيدي إن الخميس “يمثل بداية أطول إضراب للأطباء في تاريخ خدمات الصحة الوطنية”.

وأضافا “يمكننا إلغاء هذا الإضراب إذا حذت الحكومة البريطانية حذو” الحكومة الاسكتلندية التي قدمت عرضا جديدا أدى إلى تعليق الحركة”.

وأكدا أن “التصلب الكامل” للحكومة “أمر “محير” و”مدمر في نهاية المطاف لأي شخص يريد أن تتقلص لوائح الانتظار ويزيد عدد العاملين في الخدمة”.

وعندما أعلن عن الإضراب في نهاية يونيو اعتبر متحدث باسم وزارة الصحة هذا الإضراب الجديد “مخيبا جدا للآمال”.

وقال إن “هذه الأيام الخمسة من الإضراب ستسبب اضطرابا كبيرا للمرضى وتشكل ضغطا على الفئات الأخرى من طواقم” خدمات الصحة الوطنية في بريطانيا.

وتعتبر الحكومة أنه يجب تعليق الإضرابات خلال المفاوضات وقالت إنها “مستعدة لمواصلة المناقشات إذا تم إلغاء الإضراب” وإذا تراجع المضربون عن “مطالبهم غير المعقولة للأجور”.

وبعد “الأطباء المبتدئين”، قدم “الاستشاريون” وهم أطباء أكثر كفاءة، إخطارا بإضراب في 20 و21 يوليو.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام بريطانية، فإن الأطباء المؤهلون حديثاً في بريطانيا يبدؤون مشوارهم المهني براتب أساسي قدره 29384 جنيهاً إسترلينياً سنوياً أي نحو 2448 جنيه استرليني شهريا ما يعادل نحو 100 ألف جنيه مصري، بينما يحصل الأطباء المبتدئون الأعلى أجوراً، والذين يتمتعون بخبرة سنوات عدة على 58398 جنيهاً إسترلينياً بنحو 4866 جنيه استرليني شهريا بما يعادل أقل من 200 ألف جنيه مصري.

وتقول الجمعية البريطانية للأطباء، إن «تآكل الأجور والإرهاق واليأس» تدفع الموظفين خارج دائرة الخدمات الصحية الوطنية، وتتسبب في «نزوح الأطباء المبتدئين إلى دول أجنبية».

وتشير الإحصائيات، إلى أنه يتخلى عدد متزايد من الأطباء والممرضات عن العمل في هيئة الصحة البريطانية للعمل في بلدان مثل أستراليا، حيث يستهدف القائمون بالتوظيف في الخارج أولئك غير الراضين عن الأجور والظروف في المملكة المتحدة.

وتظهر أرقام من المجلس الطبي العام، أن عدد الأطباء الراغبين في العمل في الخارج قد ارتفع بنسبة 25% خلال عام.

وخلال العام الماضي، كان هناك 6950 طلباً من أطباء المملكة المتحدة المسجلين والمرخصين، بارتفاع من 5576 في عام 2021، مع ما يقرب من الربع يختارون أستراليا.

وعرض أحد أكبر مستشفيات الحالات الحرجة في هذا البلد 200 وظيفة بعد حملة التوظيف الأخيرة، وسط مخاوف متزايدة بشأن هجرة العاملين في مجال الرعاية الصحية من المملكة المتحدة.

وبحسب موقع “وايز” المالي، تحتاج أسرة مكونة من 4 أفراد إلى 38 ألف جنيه لتغطية تكاليف العيش المتوسط بالمملكة المتحدة.

وفى 11 أبريل الماضي، أضرب الأطباء المبتدئون فى بريطانيا لمدة 4 أيام، كانت تشير التوقعات حينها أن يؤدي الإضراب إلى إلغاء عمليات الولادة القيصرية وزيادة أعداد المرضى المحتجزين، وتأخير في الجنازات حيث لن يتوافر أطباء لإصدار شهادات الوفاة، ويقدر رؤساء المستشفيات أنه من المحتمل إلغاء ما لا يقل عن 350 ألف عملية روتينية، وتتوقع المستشفيات أن يتولى نصف عدد الاستشاريين تغطية عجز نوبات الأطباء المبتدئين، مما سيؤدي إلى تعطيل غير مسبوق في العيادات التخصصية.

وأفادت صحيفة “تليجراف” فى أبريل الماضي، نقلا عن بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني بأن معدل الوفيات في بريطانيا ارتفع في مارس الماضي بشكل ملحوظ بسبب إضراب الأطباء.

وكتبت الصحيفة: “خلال أسبوع واحد من إضراب الأطباء الشباب وفي الأسبوع التالي بعده تم تسجيل 22571 وفاة أي أكثر بنسبة 11,1% (2247 وفاة) من متوسط الوفيات”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى