fbpx
أهم الأخباراخبار الصحة

دكتورة منى مينا تكتب: عذابات PCR اليومية

بعيدا عن التعقيدات العلمية تحليل PCR هو التحليل الوحيد المعتمد لتشخيص مرض COVID 19 حتى الآن ..
اما التحليل السريع المعتمد على وجود الاجسام المضادة للفيروس بجسم المريض ، فهو تحليل يكشف عن اجسام تظهر في دم المصاب بالفيروس بعد 6إلى 10 أيام من الاصابة ، و بالتالي لا يمكن الاعتماد عليه للتشخيص ، و لكنه يستخدم للأغراض البحثية .

هناك للأسف صعوبة في توفير كميات كبيرة من كواشف تحليل PCR عندنا ، نتج عن ذلك مشاكل خطيرة تهدد بالمزيد من نشر العدوى وسط المجتمع عموما و وسط الفرق الطبية خصوصا ..

المشكلة الأولى .. هي الصعوبة الشديدة في عمل تحليل PCR لعضو الفريق الطبي المخالط لحالة كورونا إيجابية مؤكدة بدون حماية كافية ، كما ينص برتكول الوزارة ، حتى لو كان بدون أعراض مرضية ، و تكرار التحليل السلبي مرة ثانية بعد عزل 48 ساعة لو كان المخالط يعاني من اي اعراض .
هذا هو برتكول الوزارة الذي يهتم بمحاصرة أي انتقال للعدوى للفرق الطبية ، لأن عدوى الفرق الطبية ستنقل العدوى لدائرة واسعة من المرضى ، كما أنه من الصعب أن نترك فرقنا الطبية تتساقط بالمرض او العزل في هذا الوقت الذي نحتاجهم فيه .
و هذا هو برتكول الوزارة الذي يجد الفريق الطبي صعوبة شديدة في تنفيذه ، و كأن هناك تعليمات شفوية مخالفة ، أقوى من البرتكولات العلمية الرسمية المعلنة ..
و ما بين البرتكولات المعلنة و صعوبة التنفيذ يظل الطبيب أو الممرض حامل العدوى في العمل ، طالما هو بدون أعراض ، و تنتنقل العدوى لدائرة أوسع من المرضى و من زملاء العمل ، أو يرسل للعزل المنزلي إذا ما أكثر من الاحتجاج و الضجيج ، ننتبه هنا أن العزل المنزلي بمعني توفير غرفة مستقلة لفرد واحد لمده 14 يوما ، مع عدم وجود اي تعامل بينه و بين باقي افراد المنزل ، لا يكون سهلا و لا عمليا في الكثير من منازلنا ، و بالتالي يتحول العزل المنزلي لنقل للعدوى للأهل .

المشكلة الثانية .. هي مشكلة الفرق الطبية في مستشفيات العزل التي تعالج فيها حالات كورونا المؤكدة ، في هذه المستشفيات يعزل المرضى لمنع نقل العدوى للمجتمع و للعلاج حتى يتم شفائهم ، كما يعزل أعضاء الفريق الطبي من الطبيب حتى العامل مع المرضى لمدة 14 يوم متصلة ، و قد يستمر الطبيب أو عضو الهيئة الطبية في العمل فترتين متتايتين لمدة شهر كامل ، و لأن احتمال الاصابة بالعدوى خلال هذا التعامل المستمر الطويل قائم ، حتى مع أستخدام وسائل الحماية ، لذلك كان نظام هذه المستشفيات سابقا ، ألا يسمح لعضو الفريق الطبي بالاختلاط بالمجتمع إلا بعد الاطمئنان على نتيجتين سلبيتين بينهما 48 ساعة لتحليل PCR ، بعد انتهاء فترة العمل .
للأسف حديثا صدرت تعليمات من وزارة الصحة بعمل تحليل سريع لعضو الهيئة الطبية بعد انتهاء فترة عمله ، و بعدها يخرج مباشرة للعزل المنزلي !!!!
بالطبع هذا الكلام خطير جدا ، حيث أن الاختبار السريع يعتمد على وجود اجسام مضادة تظهر بعد فترة تصل إلى 10 ايام ، و هو اختبار ضعيف الدقة ، و غير معترف به للتشخيص ، بإختصار كل ما نعتمد عليه هنا هو العزل المنزلي ، الذي قد يتحول في الكثير من الاحيان لنقل العدوى للأهل …
انتج هذا بالطبع فزع شديد لأعضاء الفرق الطبية ، اللذين أصبح واضحا أن إقبالهم على على التطوع للعمل بمستشفيات العزل ، معناه أنهم لا يعرضون أنفسهم فقط للخطورة ، و لكنهم يعرضون أهلهم كذلك ، خصوصا الأهل المسنين و أصحاب الأمراض المزمنة أو الزوجة الحامل ، بدأ الأطباء ينفرون من التطوع ، و بدأت وزارة الصحة تعتمد على التكليف بدلا من المتطوعين، و أصبح من الطبيعي أن يحاول الكثيرون التملص من هذا التكليف خوفا على أهاليهم ، بإختصار دخلنا جميعا دائرة سيئة جدا … جدا …

دعونا نقترح حلول عملية ..

1- يجب على السادة المسئولين القائمين على إدارة أزمة كورونا أن يوفروا كمات إضافية من كواشف PCR ، حقيقي أن هذا ليس سهلا ، و لكنه ليس مستحيلا ، يمكننا شراء كميات إضافية بالتأكيد .
2- يجب أن يتم الالتزام بالتحليل لمخالطي الحالات الايجابية من الفريق الطبي كما تنص البرتكولات المعلنة ، و في حالة وجود عجز في توافركواشف PCR يتم توفير مكان لائق لعزل المخالط المشتبه باصابته لمدة 14 يوما ، من الممكن استخدام الفنادق المعطلة عن العمل حاليا لذلك .
3- يجب اعلان نظام واضح لمستشفيات العزل ، يقر العودة لنظام عمل تحليلين متتاليين PCR، بدلا من الكلام الغير علمي للاعتماد على الكاشف السريع ، أو نوفير مكان محترم للعزل لمدة 14 يوما بعد انتهاء فترة العمل بمستشفى العزل .

هذه أقل حقوق أعضاء الفريق الطبي ، حتى لا يشعر الطبيب و الممرض ، أنهم أصبحوا مجبرين على نقل العدوى لأهاليهم …
أعتقد أن إختبار كورونا القاسي يلقي بالفعل بأثقال رهيبة على عاتق الأطباء و الفرق الطبية، لذلك نرجوكم لا تزيدوا الأحمال ثقلا ، فلم يعد في الصبر منزع .
أبطال ألفرق الطبية و هم يؤدون دورهم البطولي في هذه المحنة ، يحتاجون لأن يشعروا ببعض التقدير وبعض التفهم و بعض الاهتمام بحل مشاكلهم المتفجرة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى