fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

الدكتور هشام شيحة يكتب: تجربه شخصية فى العمل بالخارج

كانت لي عده تجارب للعمل بالخارج أعرض منها اليوم تجربة العمل بالسعودية فقد عملت بها في أوائل التسعينات في أحد منشآت القطاع الخاص الصحي في مجال تخصصي اخصائي اطفال ولم تستمر سوي أقل من عام لم اكررها مطلقا بعد ذلك.

أما التجربة الثانية فكانت بعد حوالي عشرين عاما ولكن هذه المرة في سفارة بلدي في الرياض كوزير مفوض المستشار الطبي بالسفارة المصرية وقد تعلمت من التجربتين الكثير اعرضها في ايجاز كدروس مستفاده

بداية يجب أن نعترف بأن معظم المصريين الذين يعملون بالخارج يعانون ويقاسون في ظل الظروف الصعبة والمؤلمة وذلك من أجل لقمة العيش وخاصة في ما يتعلق بنظام الكفيل الذي قد يهدر حقوق وكرامة الإنسان.

لدي بالسعودية اصدقاء اعزاء لديهم من الأخلاق الكريمة والمعامله الطيبة وهم يقرون ويعترفون بفضل مصر والمصريين عليهم وخاصة كبار السن الذين علمهم وداواهم وشارك في تأسيس نهضتهم الكوادر البشرية المصرية.

علي النقيض هناك قطاع لا بأس به منهم يتسمون بالعجرفه وسوء الخلق والفظاظه والجهل واكل الحقوق والغرور الغير مبرر ومعامله أي مقيم كأنه جاء خادما مطيعا رغم أنه لولا وجود الكوادر الاجنبيه لم يكن هناك أي تقدم في بلدهم.

عايشت بنفسي مع زملائي الدبلوماسيين وخاصة المستشار العمالي قصصا مؤلمه وتجاوزات صادمة ضد العاملين المصريين في كل التخصصات وبصفه خاصه الذين يعملون في المهن البسيطة وذلك لمدة أربعة سنوات.

بذلنا جهودا مضنية لتذليل العقبات وحل مشكلاتهم كانت تصطدم دائما بالعجرفه والتسلط في ظل قوانين عمل تتهاون في حق المقيم وتنتصر دوماً للمواطن وخاصة في القطاع الخاص الذي يحتفظ بجواز سفر المقيم ويحرمه من أبسط الحقوق التي قد تمتد إلى الحرمان من الراتب لمدة شهور.

لا يتسع المجال لذكر هذه القصص والروايات الصادمه والمؤلمة التي عايشتها وزملائي وخاصة في ما يتعلق بالمرض وحالات الوفاه التي تضطر المصريين لجمع الأموال اللازمة لعلاج أو نقل المصري المتوفي إلي أرض الوطن.

الحفاظ على العلاقات السياسية بين الدول لا يجب أن تتعارض مع حقوق المصريين كما أن عبارة (كرامة المصري خط احمر ) يجب أن تتجاوز مجرد التصريحات إلي افعال حقيقيه لأن قتل المصري يمكن أن تتكرر في حال عدم اتخاذ إجراءات رادعة خاصه أن التوجه الحالي هو القتل والتقطيع.

الحديث ذو شجون واحاول ضبط النفس قدر الإمكان ولكن في نفس الوقت أدق أجراس الانذار لأن الأمر أصبح خطيرا ولم يعد الصبر والتحمل والعبارات الدبلوماسية تفيد.

إنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل وكفي بالله وكيلا.

الدكتور هشام شيحة

وكيل أول وزارة الصحة سابقًا

والملحق الطبي بالسفارة السعودية سابقًا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى