fbpx
أهم الأخبارالعيادة

كوابيس الأطفال والتغلب على الفزع منها

بقلم د. محمود ابو العزايم
استشارى الأمراض النفسية
يحلم كل واحد منا لمدة قد تبلغ ساعات كل ليلة، ونحن لا نتذكر إلا القليل من هذه الأحلام، وهو عادة ذلك الجزء الذى يسبق اليقظة مباشرة، فإن الأحلام التى تحدث فى فترة النوم التى تتميز بحركة العين السريعة تكون عاطفية ومستمدة من تجارب الإنسان فى الحياة، ومن ثم فان الطفل الصغير الذى ليست له حصيلة من تجارب الحياة لا يعرف هذا النوع من الأحلام .
وما دام الإنسان يحلم طوال الليل أحلاماً كثيرة، فليس من المدهش أن يكون بعضها مخيفاً، والأشخاص الذين يزعمون أنهم لا يعرفون الأحلام المخيفة ليسوا أكثر اتزاناً منا، إنما هم ببساطة لا يتذكرون أحلامهم المخيفة.
إن الطفل الذى يصاب بالكابوس، أو يحلم حلماً مخيفاً يصحو من نومه وهو يصرخ أو يبكي، ويعكس الصراخ أو البكاء نوع حلمه وفى هذه الحالة يجب أن تذهبي إلى الطفل بسرعة لتهدئة خاطره، وإذا لم تذهبي إليه فإن خوفه قد يتراكم، وحتى إذا لم يتذكر الحلم كله، فإنه قد يتذكر الفزع الذى أصابه من تجربة الكابوس، وفى أغلب الأحيان يستسلم الطفل للنوم مرة أخرى، وبسرعة لمجرد سماع صوتك أو الشعور بلمستك المطمئنة.
– لا تحاولي أن تطلبي من الطفل أن يقص عليك الحلم الذى أزعجه، فإذا أراد أن يخبرك به، فسيفعل ذلك من تلقاء نفسه.
– لا تصري على أن يشعر الطفل بوجودك إلى جانبه، لكن أبقي فى مكانك هادئة لبعض الوقت خوفاً من أن تكون تلك من الحالات النادرة التى قد تكرر.
– إذا حاول الطفل النزول من سريره، حاولي أن تقنعيه بالعدول عن ذلك إنما برفق، وإذا حاول مقاومتك، أو بدا عليه التصرف الهستيري، حاولي أيضاً التصرف برفق، ويمكنك فى هذه الحالة إشعال ضوء الغرفة، وتغيير مساند سريره، وما إلى ذلك من التصرفات التى تشعره بالاطمئنان.
إن الكوابيس ومخاوف الليل تحدث نتيجة للتجارب التى يعيشها الطفل، وهى لا تكون إلا شعوراً مؤلماً نتج عن تجربة من تلك التجارب، ومن مثل هذه التجارب رؤية الأم وقد أغمي عليها، أو عملية جراحية استوجبت مسك الطفل لإجرائها له، وينطبق الشيء نفسه على ما يشاهده الطفل فى التليفزيون أو القصص التى تحكي له، إنه لا يحلم بكل شئ، ولكنه فقط يحلم بالفزع الذى أحدثته القصة فى نفسه.
وفيما يلي بعض الأفكار التى قد تساعدك على مجابهة مثل هذه المشكلة :
1- إذا شعر طفلك بالرغبة فى إغفاءة صغيرة فى أثناء النهار، لا تحرميه منها بحجة أن ذلك قد يقلل من ساعات نومه فى أثناء الليل، أن عدداً قليلاً من الأطفال يستطيع أن يصحو طوال النهار دون أن ينام ولو لفترة قصيرة.
2- وبالقدر نفسه لا تحاولي إجبار طفلك على النوم قبل أن يكون لديه الاستعداد لذلك فالطفل مثل الشخص الراشد لا يستطيع أن ينام إطاعة لأمر وإذا لم يكن الطفل مجهدا، أو يوشك أن يعرض نفسه للخطر، دعيه بجانبك حتى ينعس ثم خذيه إلى غرفة نومه.
3- اجعلي من غرفة نومه مكاناً شيقاً، إن غرفة النوم لدى بعض الأسر هى مكان للنوم وحسب، ولا يُبذل أى مجهود لجعلها شيقة ومحببة للطفل، ومكاناً يستطيع أن يلعب فيه، أو يقضى بعض الوقت قبل أن يستسلم للنوم.
4- افصلي بين غرفة النوم، والنوم تدريجياً، وبقدر الإمكان منذ وقت مبكر من حياة الطفل، وإذا بلغ الطفل سن المراهقة فإنه قد يحتاج إلى ساعات نوم أقل، وقد يرغب فى قضاء جزء من الوقت الذى يسبق النوم فى خلوة مع نفسه يقرأ أو يستمع إلى الموسيقى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى