دراسة حديثة: أدوية مادة “امباجليفلوزين” فعالة لمواجهة ضعف عضلة القلب
وضعت الجمعية الأوروبية لمرضي القلب، الأسبوع الماضي، الأدوية التي تحتوي على مادة “امباجليفلوزين”، كخط أول لعلاج مرض ضعف عضلة القلب بنوعيه الأنقباضي والأنبساطي، وذلك بعد أن وجدت الدراسات أنه يحمي عضلة القلب ويقلل احتمالية دخول المريض للمستشفى بسبب الأزمات القلبية، وبالتالي الخطر النسبي للتعرض للوفاة نتيجة امراض القلب.
كما أوصت الكلية الأمريكية لأمراض القلب بمادة “امباجليفلوزين” كاختيار أول لعلاج عضلة القلب، وبذلك تتحول الأدوية التي تحتوي على مادة “امباجليفلوزين” المستخدمة في علاج السكري مثل “ميليتوفيكس“، إلى علاج مرضي هبوط عضلة القلب.
وقال الدكتور سامح شاهين، أستاذ أمراض القلب بكلية طب عين شمس، والرئيس السابق لجمعية القلب المصرية، إن ضعف عضلة القلب من الأمراض الشائعة في مصر، لافتًا إلى أن نسبة الوفاة بين هؤلاء المرضى تصل إلى 50% خلال 5 سنوات.
وأوضح أن مسببات ضعف عضلة القلب تتمثل في قصور الشرايين التاجية، وارتفاع ضغط الدم لفترات طويلة، والجلطات، ومرض السكري، والإصابة بأمراض الصمامات وبعض الأمراض الفيروسية مثل فيروس الحمى الروماتيزمية الذي يصيب القلب.
وأشار إلى أن أعراض ضعف عضلة القلب تشمل الشعور بضيق التنفس خاصة عند بذل مجهود بدني، وفقدان القدرة على الحركة أو المشي بشكل طبيعي والشعور بالتعب والإجهاد والنهجان الشديد، وتورم الساقين، والتعرض إلى السقوط أو الإغماء عند ممارسة النشاط البدني.
وأوضح أنه يوجد نوعين لضعف عضلة القلب، وهما الضعف الانقباضي، وهو الاكثر شيوعا، والضعف الانبساطي، مؤكدًا أن الدراسات الحديثة أظهرت فاعلية الأدوية التي تحتوي على مادة “امباجلفلوزين” في علاج النوعين، دون وجود اثار جانبية أو تعارض مع الأدوية الاخرى.
من جانبه، قال د مجدي عبد الحميد أستاذ أمراض القلب بقصر العيني أستاذ امراض القلب. كلية طب القصر العيني، والرئيس الأسبق لجمعية القلب المصرية، إن نسبة الإصابة بهبوط عضلة القلب تقدر بنحو 2% من السكان.
وأشار إلى أن مادة “امباجلفلوزين” تنتمي لمجموعة SGLT2 inhibitors، ووجدت الدراسات الحديثة أن الأدوية التي تحتوي على هذه المادة مثل “ميليتوفيكس”، ليست فقط امنة على القلب، بل مفيدة لمن يعانون من مشاكل قلبية، حيث ساعدت على تحسن حالة عضلة القلب وتقليل النهجان، وكذلك تقليل احتمالية دخول المستشفيات، كما أنها تناسب مرضى ضعف عضلة القلب الأنبساطي.
وأوضح أنه الجمعية الاوروبية لأمراض القلب أعلنت خلال مؤتمرها الأخير عن نتائج الدراسة التي أجريت على نحو 4 الاف مريض معدل كفاءة عضلة القلب لديهم أقل من 40%، حيث ساعدت الأدوية التي تحتوي على مادة “امباجلفلوزين” في تقليل نسب الوفيات واحتياج المريض لدحول المستشفى بنسبة 25%، بالإضافة إلى دور هذه الأدوية في الحفاظ على وظائف الكلى.
وكشف عن أن 60% من مرضى ضعف عضلة القلب يصابوا بارتفاع في وظائف الكلى، لأن ضعف عضلة القلب يتسبب فى احتباس المياه وعدم قدرة الكلى على إخراج البول بسبب تجلط الدم، ويلجأ الطبيب إلى وصف مدرات البول حتى نخرج المياه التى تؤثر على احتقان الرئة وتقلل تورم الأرجل.
وأعتبر أن العبء الأكبر في مرضى ضعف عضلة القلب هو الجانب النفسي، حيث يصاب 60% من المرضى بالاكتئاب بسبب عدم قدرتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وقدم ” عبد الحميد” عدد من النصائح لمرضى ضعف عضلة القلب، ومنها الإقلاع عن التدخين، والإقلال من الملح في الاكل (2 جرام صودويوم يوميًا)، وشرب السوائل وفقًا للكمية التي يحددها الطبيب، مع ممارسة رياضة المشي بشرط أن تكون حالة عضلة القلب متكافئة، مشددًا على ضرورة الانتظام في العلاج، لتجنب حدوث انتكاسة في حالة المريض.