fbpx
أهم الأخبارمنتدي الدكاترة

د. على عبد الله يكتب: فيروس 19011

هناك نوعان من الفيروسيات التى تسبب لنا الأمراض، نوع ينتهى وتنتهى معه أعراض المرض، والأخر يكمن فى الجسد وتبقى آثاره، ليظهر مع كل فرصة انتهازية جديدة، وقد تترك أثرًا فى الجينات فتحورها.

وهكذا ورغم انهيار سلسلة 19011 المتوقع، إلا أن أثارها مستمرة لبعض الوقت، خاصة أن قطاع كبير من الصيدليات الفردية المتأثرة بمدرسة السلاسل فى الممارسة، وهى أنا ومن بعدى الطوفان، والبيع فوق القيم والثوابت المهنية، والغريب فى الأمر تورط بعض شركات التوزيع فى مديونية السلسلة، رغم الخبرات الطويلة ورغم ارهاصات السقوط المبكر المبنى على سياسات مخبولة، وكذلك تلك الصيدليات التى سال لعابها على قيم الايجارات غير المنطقية..قامت ومنذ البداية على المغالبة لا المشاركة، متخزين الخسارة سبيلًا لا المكسب الذى يغطى متطلبات العمل فى الصيدليات والتى زادتت بفعل المتغيرات فى الحياة وتكاليف التشغيل.

قامت فكرة الصيدليات على أن تكون مشاريع صغيرة غير قابلة للاسثمار الكبير، وقامت على ممارسة مهنية تعنى بصحة المواطن واعانة الدولة ومساندتها فى التغطية الصحية وتقليل الانفاق الصحى الحكومى .. مع شيىء من التوازن بين حقوق المرضى وقدرة الصيدليات على الوفاء بالتزماتها .. وكما أقول دائما أن الدواء مهنة تمارس وليست سلعه تباع.

لم يعرف الصيادلة الأوائل فكره الخصومات ولا العروض ولا تلك الحرب البينية ولا المنافسة غير الشريفة، حتى ظهر جيل منهم من يفرط فى كل شئ، وحتى بات الحديث عن القضايا المهنيه دربا من الخيال، سواء مع الشركات او مع الحكومة.. وقد يكون هذا أحد أسباب خسائر شركات التوزيع وكما عبر عنه البعض من قبيل (انتقام الرب).

فتعامل تلك الشركات مع الصيدليات مبنى على أكل الحقوق، فلا ارتجاع لتواريخ الصلاحية، ولا الالتزام بقانون تقسيم نسب الربح، وحتى ما يخص الصحة العامة والدور المجتمعى فترى بوضوح تهرب وتلكؤ وميوعة فى ارتجاع الأدوية غير المطابقة للمواصفات والتى يخرج بها منشورات لسحبها من السوق وذلك حماية للمرضى من خطورتها، والتى قد تصل إلى حد الوفاة، كذلك لم نرى إلا فى حالات نادرة تبرعا من تلك الشركات لأى من المستشفيات، أو اعانة مرضى، بل بالعكس رأينا شركه تزور البيانات الصادرة للضرائب لتأكل حق الدولة فى الضرائب المستحقة، وببراعة شديدة اخرجتها من الادانة كما تخرج الشعرة من العجين.

لكن ومن منظور سياسى فقد كان لظهور 19011 سلوى للمتربصين بالوطن، كى يدعو ملكيتها لأجهزة سيادية رغم عدم المنطقية، وتأكيداتنا ونفينا القاطع لهذا الادعاء ولأسباب فنية كثيرة .. لكن وكما يقولون فإن الغرض مرض.

على الجميع أن يعى الدرس ونصيحتى لكل الزملاء ألا يقعوا فى الفخ، وأن يثبتوا على المبدأ ويحافظوا على القسم وأخلاقيات المنافسة، وإلا فإن السقوط هو النصير الحتمى كما سقطت 19011.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى