الصيادلة الحكوميين .. “ان فاتك الميري .. احمد ربنا”

“إن فاتك الميري اتمرمغ فى ترابه” هذا هو المثل المصرى القديم، الذى ينطبق عكسه تمامًا على الصيادلة الحكوميين، والذين يعانون من ظروف مهنية ومالية غاية فى السؤ، وفضلًا عن عدم أحقيتهم فى امتلاك صيدلية خاصة بهم، فرواتبهم لا تمثل الحد الأدنى للحياة الكريمة، إضافة إلى أوضاع العمل داخل الصيدليات فى المستشفيات الحكومية.

“دكتور نيوز” حاور عدد من الصيادلة الحكوميين فى محاولة لتسليط الضؤ على أوضاعهم المهنية والحياتية.

ضعف الرواتب وبدل العدوى

” يا فرحتى إنى أسمى دكتور وبقبض مبلغ ما يفتحش بيت، المرتب على قد المواصلات والأكل والشرب”، بهذه الكلمات بدأ حديثه معنا أحمد مدحت الصيدلي بمستشفي الحوامدية، والذى قال أيضًا إن المرتب الذى أحصل عليه أعلى من مرتب عامل النظافة بالمستشفى بمبلغ بسيط جداً.

وأوضح أن الصيدلي الحكومي يحصل على مبلغ ضعيف جدًا ” بدل العدوى ” والذى لا يتعدى 19 جنيه شهريًأ، وقال إن الصيدلى بالمستشفى يتعامل مع المئات من المرضى يوميا لذلك لابد من إصابته بالعدوى.

( منى . أ ) صيدلية بأحد المستشفيات الحكومية طالبتنا بعدم ذكر اسمها كاملًا، قالت “بالرغم من مرور أكثر من 4 سنوات على عملى لم يصل راتبى إلى 1800جنيه”، وأضافت أن المعينين من حديثى التخرج “صيدلة” فى  هيئة التأمين الصحى يتقاضوا مرتبات ضعيف لا تزيد عن 1300 جنيه.

تسجيل ورقى ونقص فى الأدوية

مشاكل أخرى تخص بيئة العمل حدثتنا عنها الصيدلانية ” إيمان.ح”، وأشارت إلى  نقص الأدوية وخاصة فى الصيدلية الخارجية للمستشفيات، وقالت ” دائما أواجه أنا وزملائى مشكلة فى نقص الأدوية وخاصة ما تخص مرضى الكلى، بالرغم من إننا نقوم بإبلاغ المسؤولين ولكن دون جدوى، لذلك يحدث مشادات كلامية مع الدكاترة من جميع التخصصات بسبب نقص الأدوية”.

وأضافت أن المستشفى التى تعمل بها لا يتوفر فى الصيدلية من جهاز “كمبيوتر” لتسجيل الأدوية الموجوده بالصيدليات والتى تم صرفها والأنواع الناقصه وغيرها من الأعمال، وأضافت أن إدارة التفتيش الصيدلى لا تعترف إلا بالتسجيل فى الملفات الورقيه.

ومن المشكلات التى أشارت إليها الدكتورة (ياسمين.ح) ” بدل العدوى ” مبلغ يحصل عليه الصيدلى، قالت إن بدل العدوى 19 جنيه فقط، وهذا يعتبر مبلغ ضعيف جداً، وإن الصيدلى بالمستشفى يتعامل مع المئات من المرضى يوميا لذلك لابد من إصابته بالعدوى، وطالبت نقابة الصيادلة بسرعة السعى لبحث مشكلات الصيادلة الحكوميين والعمل على حلها.

سؤ التوزيع

” أنا أقيم فى “عين شمس”، يوميا أحضر إلى الحوامدية، وهذا بالنسبة لى مشوار صعب، وتقدمت بالعديد من الطلبات لنقلى للتأمين الصحى الموجود بمنطقتى ولكن يتم رفض الطلبات بدون أسباب واضحه، ومعظم مرتبى على المواصلات بسبب بعد  المسافة”، هذا ماعبرت عنه الصيدلانية “س.م” موضحة معاناتها اليومية بسبب سؤ التوزيع، مشيرة إلى أنها مشكلة لكثير من الصيادلة الحكوميين وليست مشكلتها الشخصية فقط.

دور النقابة

قال الدكتور أحمد عبيد، مسؤول لجنة الصيادلة الحكوميين بالنقابة العامة للصيادلة، إن الصيادلة العاملين بهيئة الصحة والتأمين الصحي وقطاع الأعمال والجامعات، لم يدرجوا تحت التوصيف الوظيفى حتى الآن، وبسبب ذلك لم يتولوا المناصب الإدارية والقيادية بتلك الهيئات.

وأضاف عبيد، لـ “دكتور نيوز” أن الدكتور محى عبيد، نقيب نقابة الصيادلة تقدم بطلب منذ اسبوعين لوزيرالصحة، يطالبه بتعديل قانون التوصيف الوظيفى الخاص بالصيادلة العاملين بالمستشفيات التابعة للقطاع الحكومى، حتى يحق لهم تولى المناصب القيادية، متابعا أن الدكاتره الصيادلة يتولوا مسؤولية صيدليات المستشفيات التى يعملون بها وهذا لا يكفى وعليهم أن يتولوا مناصب أكبر.

أوضح مسؤول لجنة الصيادلة الحكوميين، أن كل هيئة من الهيئات 4 وهم هيئة الصحة والتأمين الصحي وقطاع الأعمال والجامعات، منفصلة عن الأخرى، ولذلك فالنقابة تسير فى نفس الطريق ليس مرة واحدة إنما 3 مرات.

وأكد على مطالبة النقابة برفع رواتب الصيادلة التى وصفها بالمتدنية، مشيرًا إلى أن راتب الصيدلى الذى يعمل بهيئة الصحة يصل إلى 1850 جنيه، والصيدلى الذى يعمل فى التأمين الصحى راتبه 1250 جنيه.

وقال أن بدل العدوى الذى يحصل عليه الصيدلى شهريًا 19 جنيه، وهو مبلغ ضعيف للغاية، منتقدًا حصول قطاعات أخرى بعيدة عن المهن الطبية على مئات الجنيهات كبدل عدوى فى حين يحصل الصيدلى على 19 جنيه.