fbpx
أهم الأخبارتقارير وحوارات

«دكتور نيوز » يحاور د. أحمد مختار رئيس الجمعية المصرية لمضادات الميكروبات والعدوى

– الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية قد يعرض أي مريض للمشاكل
– بدأت المستشفيات في تقنين صرف المضادات الحيوية واسعة المدى
– يجب على الأطباء الحصول على دورة تدريبية حول الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية
– يتم التعامل مع المضادات الحيوية الحديثة في العلاج الموجه

تعد ظاهرة الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، وما يتبعها من ظهور ميكروبات وبكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، أحد أخطر التحديات الصحية التى يواجهها العالم فى الوقت الحالى.
للتعرف على تفاصيل تلك الظاهرة وكيفية مواجهتها، فضلاً عن الاستخدام الصحيح للمضادات الحيوية، التقينا مع أحد أبرز الأطباء المصريين فى هذا التخصص، وهو د. أحمد مختار، رئيس الجمعية المصرية لمضادات الميكروبات والعدوي، وتحدثنا معه عن كل التفاصيل والنصائح الموصى بها، فكان الحوار التالي:

بداية.. ماهى الاستخدامات الأساسية للمضادات الحيوية؟

تُستخدم المضادات الحيوية فى الأساس لعلاج العدوى البكتيرية .. وقد بدأت المضادات الحيوية كعلاج مع اكتشاف البنسلين عام 1928، حيث كان اكتشافًا مذهلًا في هذا الزمن. ومنذ ذلك الوقت، يتم انتاج مضادات حيوية جديدة للتعامل مع أكبر كمية من البكتيريا بمختلف أنواعها.
الاستخدام الأساسي للمضادات الحيوية يكون لعلاج العدوى البكتيرية والفطرية التى تصيب الانسان سواء كانت فى الصدر أو الدم أو غيرها.

ماهو الاستخدام الخاطىء للمضادات الحيوية سواء من الأطباء أو الصيادلة أو المرضى ؟

عند مواجهة البكتيريا بالمضادات الحيوية، تحاول البكتيريا تكوين مقاومة ضدها، ومنذ اكتشاف المضادات الحيوية واستخدامها أصبحت البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، ولذلك يتم انتاج أنواع جديدة من المضادات الحيوية.
وما يحدث أنه بمجرد أن تظهر أعراض على الطفل على سبيل المثال، كارتفاع درجة الحرارة، يذهب للصيدلية لصرف مضاد حيوى، ومن الممكن أن تكون العدوى فيروسية والمضاد الحيوي ليس له تأثير عليها.. ومع تناول الطفل للمضادات الحيوية يبدأ جسمه في تكوين مقاومة ضدها، وتفقد تأثيرها.
والخطأ الثانى أن الصيدلى يصرف المضاد الحيوي بدون روشتة طبيب، والمشكلة أنه ليس لدينا حتى الأن قرارات أو قوانين منظمة لعملية صرف المضادات الحيوية، أو تُلزم الصيدلي بعدم صرف المضاد الحيوى بدون روشتة.
أما المشكلة الثالثة لدى بعض الأطباء، الذين يصفون مضادات حيوية قوية جدًا لحالات لا تحتاج إليها، علماً بأن المضاد الحيوي له مدى للاستخدام، عندما يصاب المريض بميكروب بسيط، يجب استخدام مضاد حيوي مداه صغير، ولا يحتاج لمضاد حيوي واسع المدى للقضاء عليه، وهذا الاستخدام الخاطىء يجعل مقاومة البكتيريا تزيد.

إذن أصبحنا أمام ظاهرة انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية .. ما مدى انتشار هذه الظاهرة في مصر وعلى المستوى العالمي؟

انتشرت الظاهرة عالميًا بشكل كبير، وكل المنظمات العالمية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية مهتمة جدًا بدراسة ومواجهة تلك الظاهرة، وهناك تخوف من عدم وجود أى مضاد حيوى فعال مع التقدم فى الوقت.

• على مستوى الأفراد .. هل يمكن أن يفقد مضاد حيوي تأثيره على شخص بعينه نتيجة الاستخدام الخاطئ ؟

طبعًا .. بدأ يظهر لدينا بعض المرضى، خاصة من المترددين كثيرًا على المستشفيات، ويتلقون مضادات حيوية كثيرة، عند عمل مزرعة لهم، نجد أن كل المضادات الحيوية غير فعالة بالنسبة لحالتهم.
فالتحذير هنا لكل شخص أنه يمكن أن يصبح لديه مشكلة خاصة مع المضادات الحيوية، وليس مشكلة عامة للمضادات الحيوية مع أنواع بكتيريا بعينها.

ماهى الجهود المطلوبة لمواجهة الظاهرة ؟

الجهود بدأت بالفعل، من خلال التعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وعدد من شركات الأدوية، بدأت في إقامة برامج توعية واضحة للأطباء على الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت مستشفيات وزارة الصحة وبعض المستشفيات الجامعية في فرض قيود على استخدام المضادات الحيوية، من خلال عدم صرف مضادات حيوية، خاصة واسعة المدى، إلا بتحليل مزرعة يثبت احتياج المريض لهذا المضاد الحيوى.

وبالنسبة للصيدليات خاصة أن أغلب المرضى يتوجهون للصيدلية قبل الطبيب ؟

هنا نواجه مشكلة تتمثل في عدم استطاعة كل الناس الذهاب للطبيب عند المرض، ولذلك يلجئون للصيادلة. وهنا يُمكن البدء بتقنين صرف بعض المضادات الحيوي التى مداها واسع لأنها الأخطر، ويُمنع صرفها إلا بروشتة من طبيب .. ويُمكن صرف المضادات الحيوية ضيقة المدى. وبعد نجاح التجربة يمكن تعميمها على كل المضادات الحيوية.

ما هى النصائح للأطباء والصيادلة للتعامل مع المضادات الحيوية ؟

بالنسبة للطبيب، يجب أن يفهم جيدًا ما هو المضاد الحيوي قبل وصفه للمرضى .. للأسف ليس لدى كليات الطب دورة تعليمية كاملة عن المضادات الحيوية، ولا يتم تدريسها للأطباء بشكل جيد خاصة المضادات الحيوية الحديثة، ويتم دراستها على مدار السنوات الخمس، ضمن مقررات دراسية منفصلة.
لذلك، فالطبيب يحتاج إلى الحصول على برنامج تدربي حول المضادات الحيوية، يشرح كيفية اختيار المضاد الحيوي وكيفية استخدامه.
غالبية الأطباء كذلك لا يشترطون قيام المريض بعمل تحليل المزرعة لمعرفة الميكروب وتحديد المضاد الحيوى المناسب، خاصة فى الالتهابات الكبيرة، وهذا يجب أن يعتاد عليه الأطباء خاصة فى الالتهابات الكبيرة مثل التهابات البول أو عدوى فى الدم، حتى لو تغافلنا عنها فى العدوى البسيطة.
أما بالنسبة للصيدلي، فيجب تقنين صرف المضادات الحيوية، ويجب أن تتعامل معها مثل الأدوية المخدرة، وعدم صرفها بدون روشتة طبيب.

هل هناك أنواع محددة من المضادات الحيوية ستفقد تأثيرها قريبًا ؟

هناك بالفعل أنواع مضادات حيوية فقدت تأثيرها، على الأقل على مستوى المستشفيات، المرضى الذين حُجزوا داخل المستشفيات وتعرضوا للعدوى بداخلها ، فهؤلاء المرضى أصبح من المعروف أن هناك أنواع من المضادات الحيوية لا نعطيها لهم لأنها فقدت تأثيرها.

هل بدأ ظهور مضادات حيوية جديدة لمواجهة الميكروبات المقاومة ؟

بالفعل كل فترة تُطرح مضادات حيوية جديدة لمواجهة أنواع من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية التقليدية، وبداية هذه المضادات الحيوية الجديدة كان تقريبًا فى عام 2014، وأخر مضاد حيوى قبل ذلك كان فى حدود عام 2002.

المضادات الحيوية الجديدة رائعة جدًا، ولكنها تعد من العلاج الموجه، ولا يصح استخدامها بشكل عام كما كان يحدث مع المضادات الحيوية التقليدية، ويجب استخدامها للشخص بعد تحليل المزرعة التي تحدد اصابته ببكتيريا محددة وبالطبع لو تم استخدامها مثل المضادات الحيوية التقليدية، ستفقد تأثيرها كذلك.

تحدثت عن خطورة العدوى التى يٌصاب بها المريض داخل المستشفيات.. ما هو تقييمك لإجراءات مكافحة العدوى داخل المستشفيات بمصر ؟

هناك برنامج قومى لمكافحة العدوى فى مصر بدأ منذ عام 2001 بمستشفيات وزارة الصحة، ثم المستشفيات الجامعية، وكان برنامج قوى للغاية، وأحدث طفرة في عدم انتشار فيروس سي.
فالبرنامج مميز جداً، ويتم تطبيقه بشكل جيد، ولكن هناك مشكلة أن بعض المرضى يأتون إلى المستشفى بالبكتيريا ، وطبيعي أن هناك نسبة انتقال للعدوى من مريض لمريض داخل المستشفى، وهذا الأمر يختلف من مستشفى لأخرى، حسب الإمكانيات المتاحة.
ومن أجل تطبيق برنامج مكافحة عدوى قوى، يجب أن يكون لديك عدد كبير من مقدمى الخدمات الصحية، فمثلًا داخل الرعاية المركزة، الأمثل لتطبيق مكافحة العدوى أن يكون هناك ممرض لكل مريض، وهذا لا يحدث بالطبع، فلو كان هناك ممرض لكل 2 من المرضى يمكنه تطبيق الاجراءات بشكل جيد، ولكن عندما يُخصص ممرض واحد لكل 4 مرضى أو أكثر فمن الطبيعى أن تقل اجراءات مكافحة العدوى، لأن الممرض يحتاج لاتخاذ اجراءات معينة للانتقال بين كل مريض وأخر وهذا يصعب مع زيادة عدد المرضى.
فمن أهم أسباب عدم تطبيق اجراءات مكافحة العدوى بشكل صحيح، نقص أعداد مقدمى الخدمة الصحية، وأيضًا نقص الامكانيات، مثل نقص المستلزمات والملابس الواقية، فلو لم تتوفر امكانيات مكافحة العدوى فى مكان ما، فالطبع لن يكون هناك اجراءات مكافحة عدوى على النحو السليم.

هل هناك حاجة للمزيد من الاجراءات لحماية مقدمي الخدمة الصحية من العدوى ؟

إذا قام مقدم الخدمات الصحية بتطبيق اجراءات مكافحة العدوى بشكل سليم، فهو لا يحمى المرضى فقط، وانما يحمى نفسه من انتقال العدوى إليه، ويحمى أهله والمجتمع من حوله.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى